إن المال والشهرة والجمال، ثالوث أُوهِمَت الفتاة بفعل الإعلام اليهودي المضلِّل أن السعادة فيه، فإندفعت تجري وراء بريقه وتسعى لتحقيقه.
هذا الثالوث نالته الممثلة المشهورة -مارلين مونرو- التي إنتحرت يأساً من حياتها وهرباًَ من شقائها وتعاستها، لقد نالت من المال ما يمكِّنها من الحصول على كل ما تشتهي وتريد، ونالت شهرةً وسمعةً جعلت إسمها وصورها تملأ صحف العالم، وأوتيت من الجمال قسطاً وافراً جعل الأنظار تلتفت إليها، ولكن كل ما نالته يصدق عليه قول القائل:
أحلام نوم أو كظلٍ زائلٍ *** إن اللبيب بمثلها لا يخدع
لم تعلم أن طريق السعادة الحقيقية هو الإيمان بالله وبالعمل الصالح {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، لقد عثر المحقق الذي كان يدرس قضية إنتحارها على رسالة مكتوبة بخط يدها موجهة إلى فتاة تطلب نصيحتها عن الطريق إلى التمثيل، قالت لها: إحذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس إمرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أماً، إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية على كل شيء، وتتابع: إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية.
ويقول أحد الأدباء عن قصة إنتحارها: لم تطق العيش في قاذورات تلك الحضارة فلم تجد مفراً من موتها اليومي إلا بالموت النهائي، وصدق الحق إذ يقول {فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة:55]، يقول العالم الرباني ابن القيم رحمه الله: لا تصل القلوب إلى مناها حتى تصل إلى مولاها، ولا تصل إلى مولاها حتى تكون صحيحة سليمة، والسعادة والشقاء إنما يقومان في القلب والقلب لا يسعد إلا بالله عز وجل ومحبته وعبادته، {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
تقول الممثلة الإيطالية -مارشيلا مايكل أنجلو- التي أسلمت شارحةً سبب إسلامها: أسلمت من أجل البساطة، السماحة، مشهد الناس الطيبين يدخلون في بساطة إلى صحن المسجد المتواضع يصلون في خشوع، لقد فعل ذلك في نفسي فعل السحر، حرَّك كوامن مترسبة في أعماقي، أحسست أني مسلمة قبل أن أعلن إسلامي، لقد وجدت في دينكم العقل والمنطق، أنتم ببساطة وكما فهمت تؤمنون بالله ورسوله، هذا الرسول بشر مثلنا إختاره الله لينقل رسالة إلى الناس ليؤمنوا به وبكتاب ربه القرآن، والقرآن ينظم حياة الناس ليعيشوا متعاونين في خير وسعادة ليعيشوا ببساطة وبلا مظاهر كاذبة، إنني أحس كما لو أنني ولدت من جديد، إنني أنا المسلمة قد خرجت من أعماقي لأعيش تاركة غلافي القديم، اسألوا الذين عرفوني من قبل، كم أدهشتهم السعادة التي أرفل فيها، آمنتُ بالله، لا إله إلا الله.
الكاتب: سعد البريك.
المصدر: موقع رسالة المرأة.